عقبة في طريق الأمل
( 1 ) بقوة العزيمة تهون المصاعب :
وعندما استقر نجم الدين وشجرة الدر في دمشق ، قالت شجرة الدر في سرور : " منزل سعيد يا مولاي ، وما بعده أسعد بإذن الله " ، قال الصالح نجم الدين وهو يسرِّح بصره بعيداً ناحية مصر : ولكن كيف الوصول إلى مصر ؟! أعاننا القدر ودخلنا دمشق بغير أن نرفع سيفاً أو نريق دماً ، أما بعد هذا فالطريق شائك ، ولا أدري ما خُبِّئ لنا فيه من سيوف بني أيوب وكمائنهم وخبث الفرنج ، وتدبير سوداء بنت الفقيه ، وكيد أتباعها الموجودين في صفوفنا .
قالت وبريق الأمل يلمع في عينيها : بعزم مولاي تهون الشدائد ، وبتوفيق الله تزول العقبات وتنهد الرواسي ، وليس مع الشجاعة والعزم الصادق صعب ، ولا مع الإيمان بالحق مستعصٍ .
علينا أن ندبر والله الكريم هو الملهم والموفق ، فالله يرى هذه الأمة ومصابها ، ويعلم حاجتها في هذه الظروف إلى مولاي ، وسيعينه على أن ينتقم من ألئك الغزاة الذين دنَّسوا الأرض الطاهرة .
قال نجم الدين : " كلام جميل يا أم خليل ، لسانك يقطر شهداً ، وكلامك سكر مُصفَّى ، ويعجبني منك قلبك الثابت ، ونفسك الوثَّابة التي لا تعتريها الكلالة ، ولا تنال منها الشدائد " ، فأسرعت في نبرات واثقة قائلةً : " وكيف لا ، ومولاي نجم الدين الأيوبي هو مصدر قوتي وشجاعتي ، يمنحني العزم والإقدام ، و يفتح أمامي آفاق الأمل ".
( 2 ) مجير الدين وتقي الدين يطلبان من نجم الدين دخول مصر :
وفيما هما يتناجيان ، إذا بالحاجب يعلن لنجم الدين وصول عمه مجير الدين ، وعمه تقي الدين من مصر ، واستئذانهما عليه ، فانصرفت شجرة الدر ، وأذن لهما نجم الدين ، فدخل عليه عمَّاه ، ومعهما بعض أمراء مصر ، وقضوا بقية الليل يحدثونه عن فرارهم من العادل، وعن مصر وما تردَّت في حمأته ، وإلحاح الشعب على أن يمد إليهم نجم الدين يده ، ويسرع بالقدوم وتخليصهم من شر العادل وحاشيته ، ونجم الدين يسمع ويفكر ، حتى صاح به تقي الدين قائلاً في حماسة واستعطاف : الواجب يدعوك يا مولاي ، فمتى تلبِّي داعِيَه ؟! واجب على مولاي أمام الله أن ينهض إلى مصر ، ويطفئ النار المشتعلة بِها قبل أن تحرقها ، إن مصر قوة هائلة يا مولاي ، إذا ضعفت ضعف الشام معها ، إنها القلب النابض لكل جيوشنا فَهَلاَّ عجَّل مولاي بالرحيل إليها لينتشلها مما هي فيه .
( 3 ) نجم الدين يستعين بالصالح إسماعيل على دخول مصر :
فكَّر نجم الدين فيما سمع واقتنع به فهو يعرف أن مصر قوة عظيمة يستطيع أن يضرب بِها الفرنج الضربة القاضية ، وينهي قصتهم في هذه البلاد فهو لا ينسى مآسيهم ولا يغفل عنهم ، ولا يغيب عن باله أنهم أخذوه رهينة في موقعة دمياط التي نشبت في عهد والده الكامل ، حين هاجموا هذا الثغر عام ستمائة وخمسة عشر للهجرة ، ليدخلوا منه مصر .
لذلك أرسل على عمه إسماعيل يطلب منه أن يسرع إليه ليساعده في دخول مصر ، ولم ينتظر وصول عمه فاندفع بجيشه مسرعاً على مصر ، وظلَّ يتابع المسير به حتى بلغ نابلس فاستولى عليها ثم وقف ينتظر وصول عمه إسماعيل .
( 4 ) ورد المنى ونور الصباح تفرقان بين أتباع نجم الدين :
ولكن قبل أن يصل كتاب نجم الدين إلى عمه الصالح إسماعيل ، كان كتاب ورد المنى ونور الصباح قد بلغ إسماعيل ، يُبْلِغانه فيه باتفاق نجم الدين والجواد ويحذِّرانه من خطر ذلك عليه ، فردَّ عليهما يحثُّهما على بث الفرقة بين جنود نجم الدين ، ولاسيما من معه من الأيوبيين إلى أن يرى رأيه.
ولم تتمهلا فقامتا على الفور بالاتصال بعميه مجير الدين وتقي الدين اللذين يصاحبانه ، ودار بينهم حديث طويل سخرت فيه ورد المنى منهما ، وهزِئَتْ من صبرهما على الطاعة لجارية من الجواري تأمر وتَنْهَى ، وحذَّرتْهما من البقاء مع نجم الدين ، وخوَّفتهما بطش شجرة الدر إذا تَمَّ لَها الأمر ، مؤكدة لهما أنَّها تسعى للملك لنفسها لا لابن أخيهما نجم الدين وأنَّها إذا وصلت إلى الملك قضت على الأيوبيين صغيراً وكبيراً ، وبخداع المرأة ودهائها ولباقة ورد المنى انخدع الرجلان ، وعاونا على إشاعة الفرقة بين أتباع نجم الدين من الأيوبيين .
( 5 ) الصالح إسماعيل يهاجم دمشق :
وبينما كان الأمير نجم الدين ينتظر وصول عمه الصالح إسماعيل ، أقبلت الأنباء إليه بأنَّ إسماعيل هجم على دمشق بجيش ضخم ، واقتحمها وحاصر قلعتها ، وحصر فيها ابنه المغيث ، الذي تركه حاكماً عليها ، قال نجم الدين لعميه : " ماذا تريان في هذا الموقف الحرج ؟" فأسرع مجير الدين قائلاً في عجب : ماذا نرى ؟! وهل الأمر يحتمل التشاور والأخذ والرد ؟
أموالنا وأولادنا هناك ، أننتظر حتى ينهب الصالح إسماعيل دمشق ، ويقبض على أهلنا ويذيقهم الهوان ؟! . وهكذا أجاب تقي الدين قائلاً : ماذا أرى ؟! ابنك المغيث محصور بالقلعة ، ورأسه قريب من سيف إسماعيل ! أليس من الأفضل أن نعود لإنقاذه ؟!
وكيف نتقدم خُطوةً واحدةً وظهورنا مكشوفة ؟! أنأمن أن يسرع إسماعيل خلفنا ، ويحصرنا بين نارين : ناره ونار العادل وجيوش مصر ؟!
فاشتد عجب نجم الدين لهذا التَّبَدُّلِ من عميه ، وكظم غيظه ، ولم يرَ أمام هذه الظروف العصيبة إلا أن يوافقهما ويقرر العودة إلى دمشق ، وأسرع بِمن معه عائداً حتى بلغ القُصَيْر ، ولم يكن من رأي شجرة الدر أن يعود ، فقد كانت تُفَضِّل التقَدُّم إلى مصر ، ومن هنا يعرف نجم الدين كيف ينتزع دمشق ، ويؤدب الصالح إسماعيل وجنوده .
( 6 ) سقوط دمشق في يد الصالح إسماعيل :
وعند القُصَيْر أقبلت الأنباء بسقوط قلعة دمشق في يد الصالح إسماعيل ، وقبضه على المغيث بن نجم الدين وإلقائه في السجن ، فعاد نجم الدين يسأل عميه عما يريان فيما صنع إسماعيل ، ويؤكد لهما أنه لا يرى جدوى من العودة ، وأنَّ خطوة إلى الأمام خير من خطوة إلى الخلف ، فأسرع مجير الدين يجيب في صوت ساخر : ونترك أهلنا وأموالنا ؟! نتقدَّم إلى هدف مجهول وندع ما في أيدينا ؟!
لمزيد من الاسئلة والاستفسارات يرجى زيارة الموقع الإلكتروني مرمر اللغةالعربية
https://marmar.7olm.org( 7 ) عودة مجير الدين وتقي الدين إلى دمشق :
ولم يتمهل هو وأخوه وأمر أتباعهما ومن أغرياه بالعودة ، فانطلقوا إلى دمشق وتركوا نجم الدين ليس معه سوى مماليكِه وامرأتِه شجرة الدر ، قالت شجرة الدر في غير اكتراث لهذه الحوادث المتلاحقة : " لا بأس على مولاي ، كل ما جرى دون عزم مولاي وشجاعته وصبره ، وما خُلِقَ الرجال إلا ليجابهوا الصعاب ويتغلبوا على الشدائد ".
وكيف نتصرف اليوم يا شجرة الدر ؟! لم نحسب حساب إسماعيل وخُبثه وأطماعه ، وتركنا دمشق قبل أن نُسَوِّي حسابنا معه ، وكان من الأجدر ألا نخرج منها قبل أن نقبض عليه ونسجنه أو نأخذه معنا .
أجابت في هدوءٍ : وقد كان معنا مجير الدين وتقي الدين وكثير من بني أيوب فهل أغنى شيئاً أنْ كانوا بيننا ؟! من خلفنا يا مولاي عقارب تسعى وأظافر تحفر ، وأمور تُدَبَّر ، وهذه تجربة ساقها الله إلى مولاي ليعلم أنه لا بد أن ينبذ هؤلاء الحاقدين الذين لا تصفو قلوبهم ، ويبحث عن آخرين يحبهم ويحبونه ، لا تنطوي أفئدتهم على حقدٍ أو تفور بأطماعٍ . لن ينفعك يا مولاي سوى غلمانك الذين تُنَشِّئهم على طاعتك ، وتملأ قلوبهم بحبك ، تأتي بهم صغاراً فتكون لهم الأبَ والأخَ والعمَّ ، وتزيد منهم حتى تصل إلى ما تريد .
( 8 ) أطماع بني أيوب وأحقادهم :
كل بني أيوب يا مولاي طامع في الْمُلك لا حديث لكبيرهم ولا لصغيرهم سوى الحكم والسلطان ، ينبتون في حَمْأة الخلاف والتباغض والتحاسد ، فتنو الفُرقة في صدورهم ، ويشِبُّ كل منهم على حقد آبائه وأطماعهم ، لا يعرف إلا التخاصم والتنازع ، والعمل على انتزاع ما كان للآباء والأجداد والإخوة والأعمام ، دون النظر إلى القوي القادر الذي يحمل الأعباء وينهض بوزر الحكم الثقيل ، كل واحد منهم يا مولاي يعيش في دوَّامة الطمع ، لا يفكر في قدرته واستعداده ، ولا يعرف ثِقَل الحمل الذي يوضع على عاتقه إن قُيِّض له أن يحكم ، حتى الأبلَهِ منهم يا مولاي يظن أنه يستطيع !.
( 9 ) نجم الدين يأمل في مساعدة داود له :
هزّّ نجم الدين رأسه مرات ، ثم قال : معك حق يا شجرة الدر ، وكيف نخرج من مأزق اليوم ؟! تدبير بُيِّت بليلٍ كما تقولين ، فما العمل ؟
الأمل في جانب واحد يا مولاي ، في جانب داود صاحب الكرك .
عجباً ، وهل يُرجَى من داود خيرٌ ؟! إنَّه مرةً معنا ومرةً علينا ، وكل همه أن يصل إلى مُلك الشام الذي كان لأبيه ، وأنا اليوم أشد خوفاً من جانبه ، فإذا علم ما نحن فيه هاجمنا وانتهى مِنَّا .
قالت مسرعةً إنه لن يهاجمنا ، ولن يقضي علينا ؛ لأن ذلك يقوي عدوه إسماعيل ، وأرى أنه في حاجة إلينا لنعاونه على أن يأخذ دِمَشْقَ ، ألا يرى مولاي أن نبعث إليه ونُمنِّيَه بِها ، ونضمه إلينا ونتقوى به في هذا الموقف ، ولا إخاله إلا مستجيباً ! وكان داود في ذلك الوقت في مصر يطلب معاونة الملك العادل على بلوغ دِمَشْق .
وافق نجم الدين على ما اقترحت شجرة الدر ، وشكر لَها رأيها الصائب ، وكتب تواً لإلى داود يَعِدُه و يُمنِّيه ، وأسرع الرسول بالرسالة ، ينهب الطريق إلى مصر .
سؤال وجواب
س : ماذا قالت " شجرة الدر" لــ نجم الدين أيوب " بعد أن دخلا دمشق واستقرَّا بها ؟ وبم ردَّ عليها ؟
جـ : قالت " شجرة الدر" لنجم الدين أيوب " بعد أن دخلا دمشق واستقرَّا بها : " منزل سعيد يا مولاي وما بعده أسعد بإذن الله ".
* وردَّ عليها قائلاً : ولكن كيف الوصول إلى مصر ؟! إن دون ذلك عقبات كثيرة .
س: ذَكرَ" نجم الدين أيوب" العقبات التي تحول دون الوصول إلى مصر. فما هذه العقبات ؟
جـ : ذَكرَ" نجم الدين أيوب" العقبات التي تحول دون الوصول إلى مصر وهي :
1ـ صعوبة الطريق.
2ـ الأخطار والمفاجآت من أمراء بني أيوب وأعوانهم.
3ـ خُـبْـث الفرنج .
4ـ تدبير وتخطيط " سوداء بنت الفقيه ".
5ـ كيد أتباع سوداء بنت الفقيه الموجودين في صفوف" نجم الدين أيوب" مثل " ورد المُنى" و" نور الصباح".
س : هـوَّنت " شجرة الدر" على" نجم الدين أيوب" العقبات التي تقف في طريقه ، فماذا قالت ؟
جـ : هـوَّنت " شجرة الدر" على" نجم الدين أيوب" العقبات التي تقف في طريقه فقالت له : " بعزم مولاي تهون الشدائد ، وبتوفيق الله تزول العقبات وتنهد الجبال الرواسي. فعلينا أن نُدبِّـر والله هو المُلهم والمُوفق. فالله يرى حاجة الأمة إلى مولاي ، وسيُعينه على الانتقام من الطغاة الظالمين ".
س : " وفيما هما يتناجيان ، إذا بالحاجب يُعلن لـ" نجم الدين أيوب" وصول عمه " مُجير الدين " وعمه " تقي الدين " من مصر واستئذانهما عليه...........". ــ عـمَّن تتحدث العبارة ؟ وما الذي أعلنه الحاجب ؟
جـ : تتحدث العبارة عن " نجم الدين أيوب" و" شجرة الدر".
* والذي أعلنه الحاجب : وصول " مُجير الدين " و" تقي الدين " عمَّا نجم الدين من مصر.
س : ما السبب وراء مجيء " مُجير الدين " و" تقي الدين " من مصر إلى دمشق ؟
جـ : السبب وراء مجيء " مُجير الدين " و" تقي الدين " من مصر إلى دمشق : 1ـ جاءا فارين هاربين من ظلم العادل " سيف الدين ".
2ـ وجاءا لكي يُبلغانه إلحاح الشعب المصري على" نجم الدين أيوب" أن يـمُدَّ إليهم يده ويُخلصهم من العادل وحاشيته .
س : " الواجب يدعوك يا مولاي . فمتى تُلبِّي داعيه ؟! واجب على مولاي أما الله أن ينهض إلى مصر ويُطفئ النار المُشتعلة بها قبل أن تحرقها ..مَـنْ قائل العبارة السابقة ؟ ولمن قالها ؟ وما مُناسبتها ؟
جـ : قائل العبارة السابقة : تقي الدين.
* وقالها لـ" نجم الدين أيوب" .
* والمُناسبة : عندما جاء مع أخيه " مجير الدين " من مصر هربًا من ظلم العادل يطلبان من " نجم الدين أيوب" أن ينقذ مصر من ظلم العادل وفساده .
س :ما الذى سمعه نجم الدين من عميه ولماذا اقتنع به ؟
جـ : سمع منهما أن الشعب المصرى يريد من نجم الدين أن يمد يده لمصر ويسرع بالقدوم ليخلص مصر من شر العادل وحاشيته وأن ينهض إلى مصر ويطفئ النار المشتعلة بها قبل أن تحرقها.
اقتنع نجم الدين بذلك لأنه يعرف أن مصر قوة هائلة إذا ضعفت ضعف الشام معها وهى القلب النابض لكل جيوش العرب .
س : علل لما يأتي :(أ) : رغبة " نجم الدين أيوب" في الانتقام من الفرنج ؟ (ب) : رغبة " شجرة الدر" في الانتقام من الفرنج ؟
جـ : (أ) : السبب في رغبة " نجم الدين أيوب" في الانتقام من الفرنج :
1ـ بسبب ما ارتكبوا في مصر من مظالم ومآسٍ.
2ـ ولأنهم قد أخذوه رهينة في موقعة دمياط عام 615هـ في عهد أبيه الملك الكامل.
(ب) السبب في رغبة " شجرة الدر" في الانتقام من الفرنج : بسبب ما فعلوه في قومها الخوارزمية ،
حيث مـزَّقوا شملهم وقوَّضوا مُلكهم وأزالوا سُلطانهم.
س : لماذا أرسل" نجم الدين أيوب" كتابًا إلى عمه " الصالح إسماعيل" ؟ وهل انتظر الـردَّ عليه ؟
جـ : أرسل" نجم الدين أيوب" كتابًا إلى عمه " الصالح " : لكي يُسرع إليه ليساعده في دخول مصر.
* لا ، لم ينتظر الرد على رسالته ، بل اندفع بجيشه مُسرعًا إلى مصر.
س : ما الدوافع وراء إرسال الجاريتين " ورد المُنى" و" نور الصباح" كتابًا إلى الصالح إسماعيل ؟
جـ :العمل على منع الصالح إسماعيل من تقديم العون لنجم الدين ومحاولة خلق خلاف بينهما يعرقل دخوله مصر .
س: بم ردَّ"الصالح إسماعيل" على كتاب الجاريتين؟ وماذا فعلتا عندما جاءهما الرد؟ وهل نجحتا فيما فعلتا؟
جـ : ردَّ" الصالح إسماعيل" على كتاب الجاريتين : بأن حـثَّهما على بَـثِّ الفُـرْقة بين جنود" نجم الدين أيوب" وخاصة من الأيوبيين إلأى أن يرى رأيه
وبمجرد أن جاءهما الرد لم تتمهلا بل :
1ـ قامت " ورد المنى " على الفور بالاتصال بـ" تقي الدين " و " مُجير الدين " وأخذت تسخر منهما ، وتهزأ من صبرهما على الطاعة لجارية من الجوارى تأمر وتنهى .
2ـ وأخافتهما من بطش " شجرة الدر" إذا تمَّ لها الأمر.
3ـ وأنها تسعى للمُلك لنفسها وليس لابن أخيهما " نجم الدين أيوب".
4ـ وأنها إذا وصلت إلى المُلك ستقضي على الأيوبيين صغيرًا وكبيرًا.
* وبالفعل انخدع الرجلان بكلام " ورد المنى " وساعدا على إشاعة الفرقة بين أتباع " نجم الدين أيوب" وخاصة من الأيوبيين.
س : " النفوس الخبيثة لا تفي بوعد ولا تلتزم بعهد " ، استدل على ذلك من خلال موقف الصالح " إسماعيل " .
جـ : " النفوس الخبيثة لا تفي بوعد ولا تلتزم بعهد " : والدليل على ذلك أن الصالح " إسماعيل " خان عهده مع" نجم الدين أيوب" ، واستجاب لكلام الجاريتين ، وبدلاً من أن يذهب لمساعدته انقلب عليه واتجه إلى دمشق ليستولي عليها ، وقبض على " المُغيث" ابن" نجم الدين أيوب" ووضعه في السجن.
س : ماذا فعل " نجم الدين أيوب" عندما علم أن عمه الصالح " إسماعيل " دخل دمشق ؟ وماذا كان رأي عميه " تقي الدين " و " مُجير الدين " ؟ وما رأي" شجرة الدر" ؟
جـ: عندما علم نجم الدين أيوب أن عمه الصالح " إسماعيل " دخل دمشق :
1ـ أخذ يسأل عميه عما يريان فيما صنع الصالح " إسماعيل " .
2ـ وأخذ يؤكِّد لهما أنه لا يرى جدوى من العودة ، وأن خطوة إلى الأمام خير من خطوة إلى الخلف .
* أما عن رأي عميه " تقي الدين " و " مُجير الدين " : فقد رأيا أن يعود لإنقاذ ابنه وإنقاذ الأهل والأموال وقالا له في صوت ساخر : " ونترك أهلنا أموالنا ؟! نتقدَّم إلى هدف مجهول وندع ما في أيدينا ؟!".
* أما" شجرة الدر" : رأت ألاّ يعود إلى دمشق بل يتقدَّم إلى مصر ، ومن هناك يعرف" نجم الدين أيوب" كيف ينتزع دمشق ويُؤدِّب الصالح " إسماعيل " وجنوده.
س : ما خلق الرجال إلا ليجابهوا الصعاب ويتغلبوا على الشدائد ...ما المناسبة التى قيلت فيها هذه العبارة ؟ وما موقف نجم الدين منها ؟
جـ : حينما ترك مجير الدين وتقى الدين وأتباعهما نجم الدين وعادوا إلى دمشق ، أعجب نجم الدين بهذه القول وسأل شجرة الدر عن كيفية التصرف
س : ترى شجرة الدر أن ما حدث لنجم الدين وهو فى طريقه لمصر تجربة ساقها الله له ليتعلم منها وضح ذلك ؟
جـ : شجرة الدر ترى أن ما حدث لنجم الدين وهو فى طريقه لمصر تجربة ساقها الله له ليتعلم منها أنه لابد من أن ينبذ هؤلاء الحاقدين الذين لا تصفو قلوبهم ويبحث عن آخرين يحبهم ويحبونه ولا تنطوى أفئدتهم على حقد أو تفور بأطماع .
س : بم أشارت شجرة الدر على نجم الدين فى ذلك الموقف ؟
جـ : أشارت عليه بتكوين جيش من المماليك فقالت له لن ينفعك سوى غلمانك الذين تنشئهم على طاعتك وتملأ قلوبهم بحبك تأتى بهم صغارا فتكون لهم الأب والأخ والعم وتزيد منهم حتى تصل من خلالهم لما تريد .
س : مَـنْ الذي فكَّرت" شجرة الدر" في أن تستعين به ؟ وبم ردَّ عليها" نجم الدين أيوب" ؟ وكيف أقنعته ؟
جـ : الذي فكَّرت " شجرة الدر" في أن تستعين به : هو " داود " أمير الكرك.
* و ردَّ عليها" نجم الدين أيوب " : عجبًا وهل يُرجى من داود خير ؟! إنه مرة معنا ومرة علينا وكل همِّه أن يصل إلى مُلك الشام الذي كان لأبيه ، وإذا علم بما نحن فيه هاجمنا وانتهى أمركم.
* و أقنعته برأيها حيث قالت له :
1ـ إن داود لن يُهاجمنا ، لأنه إذا هاجمنا فسوف يُقوِّي عدوه الصالح" إسماعيل".
2ـ كما أن داود في حاجة إلينا لكي نعاونه على أن يأخذ دمشق.
وبالله التوفيق........