تبارك الله أحسن الخالقين نصوص (حفظ)
(نص الآية الأولى)
بسم الله الرحمن الرحيم " إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأني يؤفكون (95)"
**المعاني
فالق :شاق والمراد " خالق " ، الحي: ما ينمو من الحيوان والنبات (ج) أحياء.
فالق الحب والنوى يشق الحب والنوى الميت ما لا ينمو كالبيضة والحبة والنوى (ج) أموات
الحب: البزر مؤنثه حبة ، ذلكم: اسم إشارة.
النوى: (ج) نواة وهي قلب التمرة ، فأني تؤفكون: فكيف تصرفون عن توحيده وعبادته.
** الشرح
من دلائل قدرة الله تعالي: أنه يشق الحب فيخرج منه الزرع ويشق النوى فيرج منه الشجر ،يخرج الحي من الميت كالزرع الحي من الحب الجاف الميت ،ويخرج الميت من الحي كالحب والثمر من الزرع الحي ، ذلكم الله الذي فعل هذا فكيف تصرفون – أيها الجاهلون – عن توحيده وعبادته وتبتعدون عن طريق الإيمان و الهداية ؟
**مظاهر الجمال
"إن الله فالق الحب والنوى" : أسلوب مؤكد بإن ، يؤكد قدرة الله الذي يشق الحبة والنواة ليخرج منها الحياة.
وعلاقة " يخرج الحي من الميت" : بما قبلها توضيح وبيان.
بين “الحي " و " الميت ": تضاد يبرز المعني ويوضحه ،وهو قدرة علي الإحياء والبعث.
الفعل " يخرج " : مضارعا يدل علي التجدد والاستمرار.
“فأني تؤفكون" : استفهام ؛ للاستنكار والتعجب من هؤلاء الغافلين عن قدرة الله.
(نص الآية الثانية)
(فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم)
توضيح : فالق الإصباح شق الصبح من ظلمة الليل أي أبداه وأوضحه الشمس والقمر أي: يجريان بحساب مقدر معلوم.
**المعاني
الإصباح: أول النهار ، تقدير: وضع الأشياء علي قدر معلوم (ض) عبث
سكنا: مسكنا (ج) أسكان، العزيز: الغالب الذي لا يقهر، حسبانا: التدبير الدقيق ، العليم:واسع العلم.
**الشرح
والله سبحانه وتعالي هو الذي شق ضياء الصبح من ظلام الليل وجعل اليل لكي يستريح فيه الناس من عبء مشاق النهار ،والشمس والقمر يجريان في فلكيهما بحساب متقن مقدر لا يتغير ،لتعرفوا عدد السنين والحساب ،ذلك تقدير العزيز الذي عز سلطانه العليم بمصالح خلقه وتدبير شئونهم.
**مظاهر الجمال
" فالق الإصباح " تصوير بديع لقدرة الله علي شق الليل وإخراج الصبح منه .
"جعل الليل سكنا" تصوير جميل حيث جعل الليل مسكنا نسكن فيه ونطمئن .
وبين"الإصباح والليل"،"الشمس والقمر" تضاد يبرز المعني ويوضحه
" ذلك تقدير العزيز العليم" ختام يناسب الآية ؛لأن وضع الأشياء علي هذا النظام الدقيق لا يصدر إلا عن عالم عظيم العلم والقدرة.
جعل الليل سكنا والشمس والقمر : العطف يفيد التعدد والتنوع في مظاهر قدرة الله تعالى .
الشمس والقمر حسبانا : تعبير جميل يدل على أهمية الشمس والقمر لمعرفة عدد السنين والحساب .
====================================================
(نص الآية الثالثة)
(وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون )
**المعاني
جعل :خلق وأنشأ ، فصلنا: بينا وأوضحنا ، لتهتدوا: لتسترشدوا (ض) تضلوا
الآيات: الدلائل الواضحة (ج) آية العلامة أو المعجزة ، ظلمات: (ج) ظلمة وهي ذهاب النور.
**الشرح
والله سبحانه هو الذي جعل لكم أيها الناس النجوم علامات لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد بينا البراهين الواضحة ليتدبرها منكم أولو العلم والمعرفة.
**مظاهر الجمال
" وهو الذي جعل لكم النجوم": أسلوب قصر للتخصيص يؤكد قدرة الله واستحقاقه للعبودية وحده .
علاقة " لتهتدوا": بما قبلها : تعليل
بين " البر والبحر ": تضاد أفاد العموم والشمول كل مكان.
(تهتدوا بها في ظلمات) : بينهما تضاد يبرز المعنى ويوضحه
"قد فصلنا الآيات " : أسلوب مؤكد أداته قد .
قوم : جاءت نكرة للعموم والشمول
(نص الآية الرابعة)
(وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون )
**المعاني
أنشأكم :أوجدكم وخلقكم ، مستودع: مكان الوديعة اى" العالم الدنيوي".
نفس :روح والمراد "ادم" (ج) نفوس وأنفس ، يفقهون: يفهمون ويعقلون
مستقر: مكان للاستقرار " العالم الأخروي" ، لقوم: للناس جميعا
**الشرح
الله سبحانه وتعالي هو الذي ابتدأ خلقكم من ادم عليه السلام فمنكم مستقر في القبر ومنكم مستودع في الدنيا ،قد بينا الدلائل الواضحة لقوم يفهمون ؛فيؤمنون
**مظاهر الجمال
" هو الذي أنشأكم " أسلوب قصر يؤكد قدرة الله ،وتفرده بالخلق والإنشاء
" من نفس واحدة " تذكير بأصلنا الإنساني الواحد فلا تمييز ولا فضل لأحد عن أحد إلا بالتقوى.
" فمستقر ومستودع " بينهما طباق ( تضاد ) يوضح المعني ويبرزه.
" قد فصلنا الآيات " أسلوب مؤكد بقد.
(نص الآية الخامسة)
"وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون"
**المعاني
خضرا: زرعا غضا أخضر ، غير متشابه: مختلفا في الطعم.
لآيات :علامات ودلائل علي الوحدانية
طلعها: زهرها ، انظروا: تأملوا وتدبروا ، متراكبا: متركما كسنابل القمح متراص
جنات :بساتين وحدائق (ج) جنة ، ينعه: نضجه و استوائه ، قنوان: (ج) قنو عنقود النخلة
مشتبها: متشابها في المنظر ، دانية: قريبة (ض) قاصية وبعيدة.
**الشرح
وهو الذي أنزل المطر من السحاب فأخرج به كل ما ينبت الحبوب والثمار والفواكه والنباتات واخرج من طلع النخل عناقيد طيبة قريبة التناول واخرج سبحانه بساتين وحدائق من أعناب وأخرج شجر الزيتون وشجر الرمان متشابها في المنظر وغير متشابه في الطعم وذلك لينظر الناس ويتدبروا مراحل خروج هذه الثمار ابتدأ من خروجها إلي انتهاء ظهورها ونضجها .. كيف تنتقل من حال إلي حال ومن لون إلي لون ومن طعم إلي طعم ؟ إنها دلائل قدرة الله تعالي وعظمته.
**مظاهر الجمال
" وهو الذي أنزل .." أسلوب قصر للتخصيص وتأكيد قدرة الله واستحقاقه للعبودية وحده.
ماء : جاءت نكرة للتعظيم
أنزل – أخرجنا : أفعال ماضية للتحقق والثبوت
استخدام ( نا ): الدالة علي الفاعلين في " خلقنا " للتعظيم للخالق
علاقة ( فأرجنا منه خضرا ) بما قبله :- التفصيل.
تنكير " نبات – خضرا – حبا " للعموم والشمول.
" حبا متراكبا.. ومن النخل .. وجنات من أعناب والزيتون والرومان "
العطف أفاد تنوع نعم الخالق سبحانه.
انظروا إلى ثمره : أسلوب أمر للحث على التأمل في أحوال الثمر وألوانه وأشكاله منذ التكون حتى النضج
"إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ": أسلوب مؤكد وأدواته ( إن )،( اللام ).
آيات نكرة للتعظيم : وقوم نكرة للعموم والشمول.
يعلمون – يفقهون – يؤمنون : بينهم جناس في الحروف يعطي موسيقى جميلة ومضارعه للتجدد والاستمرار واستحضار الصورة.
لمزيد من الاسئلة والاستفسارات يرجى زيارة الموقع الالكترونى مرمر اللغة العربية
https://marmar.7olm.org ما ترشد إليه الآيات :
الله يخرج الحي من الميت والميت من الحي .
خلق الله الليل للسكن والراحة والنهار للعمل .
الشمس والقمر لمعرفة عدد السنين والحساب
النجوم هداية في ظلمات البر والبحر .
تتعدد نعمك الله في إنزال المطر وتنوع النبات .
أهمية التأمل في مظاهر قدرة الله من حولنا.
وبالله التوفيق.........
أ / عبد الرحمن محمود عبد الرحمن : 01095858258 & 01210271320